سكان سفوح الجبال في خطر شديد بسبب التغير المناخي

سكان سفوح الجبال في خطر شديد بسبب التغير المناخي

 22/11/2022

كيب تاون : ينبغي على المنظمات الدولية المعنية بتغير المناخ النظر إلى الجبال وحمايتها كنظم حيوية اجتماعية متكاملة، كل شيء فيها يؤثر في كل شيء آخر.

كشف علماء من جامعة "ويتواترزساند" (University of the Witwatersrand) بجنوب أفريقيا عن المخاطر الشديدة المحتملة بالنسبة للسكان في المناطق المجاورة للجبال في كل أرجاء العالم، الأمر الذي يلفت النظر لضرورة الاهتمام الدولي بهذه الفئات تحديدا.

وبحسب الدراسة، التي نشرت في دورية "بير جيه" (PeerJ)، فإن ارتفاع متوسط درجات الحرارة عالميا يقلص كتل الجليد فوق الكثير من جبال العالم، وتتحول هذه الكتل إلى مياه عذبة سائلة حينما تحتر الأجواء في الربيع، ثم تجري في الأنهار بالأسفل، فيستفيد ملايين الناس منها.

وإلى جانب تهديد السكان بنقص في المياه بسبب تقلص نسب الثلوج، تشير الدراسة كذلك إلى مشكلات أخرى جانبية قد تؤثر على سكان المناطق المحيطة بالجبال، حيث تشيع حوادث الانهيارات الجليدية مع ارتفاع متوسط درجات الحرارة، إلى جانب الانهيارات الأرضية وتدفقات الحطام من أعلى الجبال. بالإضافة إلى ذلك، ترتفع معدلات وشدة الفيضانات في تلك المناطق.

ومع تقلص كميات الجليد والثلج، تصبح أسطح الأراضي الجبلية أكثر قتامة، الأمر الذي يؤثر على توازن الحرارة بشكل كبير في المناطق الجبلية ويؤثر بالسلب على كل أشكال الحياة عليها، وهكذا تغير تلك التأثيرات بشكل كبير نمط حياة سكان سفوح الجبال، الذين عادة ما يعملون في الزراعة التقليدية.

مستقبل الجليد

وبحسب دراسة سابقة نشرت في دورية "نيتشر جيوساينس" (Nature Geoscience) في فبراير/شباط 2022، فإن المشكلة الكبرى هي أن قمم الجبال حول العالم تحتوي بالفعل على جليد أقل بكثير مما اقترحته الدراسات السابقة. ويعني ذلك أن التغير المناخي يؤثر على تلك الكتل الجليدية بشكل أسرع مما توقعه العلماء.

وقد استخدمت تلك الدراسة صور الأقمار الصناعية لجمع حجم الجليد الموجود في كل الأنهار الجليدية في العالم، وقد تبين انخفاض بقيمة 20% في كميات الجليد أقل من توقعات العلماء.

هذا التسارع في انخفاض كميات الجليد حول العالم، وبشكل خاص فوق الجبال، ينذر بالمزيد مستقبلا، مما يعني أن ارتفاع مستوى سطح البحر سيحدث كذلك بشكل أسرع من المتوقع، الأمر الذي يهدد المدن الساحلية حول العالم.

الجبال الحساسة

وبشكل خاص يرى باحثو جامعة ويتواترزساند أن السكان حول الجبال تحديدا سيكونون الأكثر حساسية لتلك التغيرات، وفي هذا السياق ينبغي على المنظمات الدولية المعنية بتغير المناخ النظر إلى الجبال وحمايتها كنظم حيوية اجتماعية متكاملة، كل شيء فيها يؤثر في كل شيء.

وقد أعلنت جامعة ويتواترزساند عن نتائج الدراسة في بيان صحفي في السابع من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، في سياق مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2022 "كوب 27" (COP27) الذي ينعقد في الفترة من 6 حتى 18 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي في مدينة شرم الشيخ بمصر.