29/10/2022
- تغطي غابات العالم ما نسبته 31% من المساحة العامة لليابسة
- التوسع الزراعي يهدد بفقدان 90% من مساحات الغابات
- الغابات تسهم في تقليص غاز ثاني أكسيد الكربون بنسبة 14%
هناك حوالي 5 مليارات فدان من أراضي الغابات يمكن إعادة تهيئتها واستعادة حالتها الأولى بحلول عام 2050 منها حوالي 2.5 مليار فدان كانت قد تحولت إلى مساحات زراعية بصورة عشوائية.
استعرض التقرير الجديد لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) حول حالة الغابات لعام 2022 الدور الذي تؤديه غابات العالم في مكافحة الفقر والحدّ من آثار التغيرات المناخية من خلال استخدام مواردها بطرق مستدامة مع وقف نزيف استغلالها المفرط والعشوائي.
تصدر منظمة "الفاو" تقريرها حول الغابات كل عامين، وقد صدر هذا العام في الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري تحت عنوان "حلول من الغابات من أجل انطلاقة خضراء واقتصاديات مرنة ومستديمة" Forest pathways for green recovery and building inclusive, resilient and sustainable economies" حيث يهدف معدو التقرير إلى توضيح الرؤى والسياسات التي يمكن انتهاجها في قطاع الغابات.
ووفقا للتقرير فإن الحلول والسياسات الخضراء تتلخص في 3 محاور رئيسية: وقف إزالة الغابات والعمل على المحافظة عليها، وإصلاح الأراضي المتدهورة وتوسيع نطاق الزراعة، وأخيرا الاستخدام المستدام للغابات وإعداد سياسات خضراء.
عائدات إصلاح الغابات
تغطي غابات العالم ما نسبته 31% من المساحة العامة لليابسة، لكن ما بين 1990 و2020 فقد العالم حوالي 420 مليون هكتار (1038 مليون فدان تقريبا) منها، ورغم أن هذا التدهور تراجع نسبيا فإنه في كل عام تختفي حوالي 10 ملايين هكتار (حوالي 25 مليون فدان) بسبب الاستغلال المفرط لمواردها وانتشار الحرائق وخاصة الزراعة.
وحسب التقرير فإن التوسع الزراعي يهدد بفقدان 90% من مساحات الغابات، حيث يتم تحويلها عادة إلى مساحات رعوية أو لزراعة منتجات بصورة غير مستدامة. وفي حالة عكس هذا التوجه واعتماد سياسات خضراء فإن الغابات ستسهم في تقليص غاز ثاني أكسيد الكربون بنسبة 14%، بالإضافة إلى الحفاظ على التنوع البيولوجي والموارد التي يعتمد عليها السكان المحليون بصورة خاصة.
كما حذر التقرير من تنامي الاستغلال المفرط للموارد الغابية بالموازاة مع تنامي عدد السكان الذي سيفوق 9.5 مليارات نسمة بحلول عام 2050، وهو ما سيتسبب في زيادة الضغط على الموارد الغابية وارتفاع الطلب على المواد الغذائية بنسبة قد تفوق 50%.
وقدّر التقرير أن هناك حوالي ملياري هكتار (حوالي 5 مليارات فدان) من الأراضي التي يمكن إعادة تهيئتها واستعادة حالتها الأولى بحلول عام 2050 منها مليار هكتار (حوالي 2.5 مليار فدان) كانت قد تحولت إلى مساحات زراعية بصورة عشوائية.
وحسب التقديرات فإن إعادة تهيئة 350 مليون هكتار (حوالي 2.5 مليون فدان) من الأراضي المتدهورة ستكون له عائدات مالية كبيرة جدا تتراوح ما بين 700 مليار و9 آلاف مليار دولار، وكل دولار يتم استثماره في مثل هذه المشاريع تكون له عائدات صافية تصل إلى 30 دولارا.
الاستغلال المستدام للموارد الغابية
وحسبما جاء في التقرير، فإن استغلال الموارد الغابية عرف خلال العقدين الماضيين زيادة كبيرة في الطلب على مادة الخشب، مثلا زاد عام 2020 بنسبة 12% عما كان عليه في السابق حيث تم إنتاج حوالي 4 مليارات متر مكعب.
ولذلك فإن استغلال هذه الموارد بصورة عقلانية سيساهم في دفع عجلة ما يسمى بالاقتصاد الأخضر من خلال توفير فرص عمل، كما أن إنشاء مؤسسات في مجال تحويل الخشب سيوفر مثلا في قارة أفريقيا حوالي 25 مليون وظيفة بحلول عام 2050، وعائدات تصل إلى 83 مليار دولار.
لكن الاستثمار الحالي في الموارد الغابية ما زال -حسب التقرير- ضعيفا ويجب أن يبلغ ما قيمته 200 مليار دولار كل عام بحلول عام 2050، إذا أراد العالم الحفاظ على الغابات ومواردها.
كما دعا التقرير إلى إشراك المزيد من رؤوس الأموال الخاصة التي ما زال مساهمتها أيضا ضعيفة، حيث تقدر بحوالي 14% فقط من إجمالي الأموال المستثمرة في الغابات.