الغازات المسببة للاحتباس الحراري تبلغ مستويات قياسية في غلافنا الجوي

الغازات المسببة للاحتباس الحراري تبلغ مستويات قياسية في غلافنا الجوي

 06/11/2022

وصلت مستويات الغلاف الجوي لغازات الدفيئة الرئيسية الثلاثة التي تتسبب في ارتفاع درجة حرارة كوكبنا - ثاني أكسيد الكربون، الميثان وأكسيد النيتروز - إلى مستويات قياسية جديدة في عام 2021، وفقا لتقرير جديد صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO).

تحذر نشرة المنظمة السنوية الخاصة بالغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري من أكبر قفزة سنوية في تركيزات الميثان في عام 2021 منذ أن بدأت القياسات المنهجية قبل ما يقرب من 40 عاما.

ورغم أن سبب الزيادة غير المسبوقة لا يزال غير واضح، لكن يبدو أنها جاءت نتيجة لكل من العمليات البيولوجية وتلك الناجمة عن فعل الإنسان وفقا للتقرير.
وفقا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، كانت الزيادة في مستويات ثاني أكسيد الكربون من 2020 إلى 2021 أيضا أكبر من متوسط معدل النمو السنوي خلال العقد الماضي وستستمر المستويات في الارتفاع حتى عام 2022.

وقال الأمين العام للمنظمة البروفيسور بيتيري تالاس:
"لقد أكد التقرير مرة أخرى التحدي الهائل - والضرورة الحيوية - للعمل العاجل لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والحيلولة دون ارتفاع درجات الحرارة العالمية بصورة أكبر في المستقبل".

البصمة البشرية في ارتفاع درجة حرارة الكوكب

يوضح التقرير أنه بين عامي 1990 و2021، ارتفع تأثير الاحترار على مناخنا (المعروف باسم التأثير الإشعاعي) بسبب غازات الدفيئة طويلة العمر (تلك التي تبقى في الغلاف الجوي) بنحو 50 في المائة، مدفوعة بشكل أساسي بزيادة ثاني أكسيد الكربون.
وبصورة أكثر دقة، بلغت تركيزات ثاني أكسيد الكربون العام الماضي أكثر من 415 جزءا في المليون، والميثان 1908 أجزاء في المليون، وأكسيد النيتروز أكثر من 334 جزءا في المليون.
وتشكل هذه القيم، على التوالي، 149 في المائة و262 في المائة و124 في المائة من مستويات ما قبل الصناعة قبل أن تبدأ الأنشطة البشرية في الإخلال بالتوازن الطبيعي لهذه الغازات في الغلاف الجوي.
وأكد البروفيسور تالاس أن "الارتفاع المستمر في تركيزات الغازات الرئيسية التي تحتجز الحرارة- بما في ذلك التسارع القياسي في مستويات الميثان- يُظهر أننا نسير في الاتجاه الخاطئ".

دعوة إلى قادة العالم في قمة شرم الشيخ

وقال السيد تالاس إن التقرير يسلط الضوء على أهمية تنفيذ الاستراتيجيات الفعالة من حيث التكلفة- المتاحة بالفعل- بهدف معالجة انبعاثات الميثان، وكذلك لخفض ثاني أكسيد الكربون عن طريق إحداث تحول في أنظمة الصناعة والطاقة والنقل لدينا.
"التغييرات المطلوبة ميسورة التكلفة اقتصاديا وممكنة تقنيا. الوقت يمضي بسرعة".
تأمل الوكالة الأممية في أن يساعد العلم المتضمن في هذه النشرة، وتقرير حالة المناخ العالمي الذي سيتم نشره عشية مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP27 في تحفيز المفاوضين على اتخاذ إجراءات أكثر طموحا لتحقيق هدف اتفاق بـاريس على النحو الأفضل والمتمثل في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية.

نبذة عن هذه الغازات

تحذر المنظمة العالمية للأرصاد الجوية من أنه ما دامت الانبعاثات مستمرة، فسوف تستمر درجة الحرارة العالمية في الارتفاع.
وبالنظر إلى العمر الطويل لثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، فإن مستوى درجة الحرارة المرصود بالفعل سيستمر لعقود، حتى لو تم تخفيض الانبعاثات بسرعة إلى مستوى الصفر.

يشير العلماء إلى أنه من المهم أيضا فهم أن هذا التقرير يقيس تركيزات غازات الدفيئة، أي ما يتبقى في الغلاف الجوي بعد امتصاص الغازات بواسطة البالوعات، مثل المحيطات والغلاف الحيوي.

ثاني أكسيد الكربون الناجم عن الوقود الأحفوري

توضح النشرة أنه بعد عمليات الإغلاق المرتبطة بانتشار كـوفيد-19 في عام 2020 تضاعفت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، بشكل أساسي من إنتاج الوقود الأحفوري والأسمنت.
من إجمالي الانبعاثات الناجمة عن الأنشطة البشرية خلال الفترة 2011-2020، تراكم حوالي 48 في المائة في الغلاف الجوي، و26 في المائة في المحيط و29 في المائة على اليابسة.
يحذر الخبراء من أن قدرة النظم الإيكولوجية للأرض والمحيطات على العمل كبالوعات قد تصبح أقل فعالية في المستقبل، مما يقلل من قدرتها على امتصاص ثاني أكسيد الكربون وأن تكون بمثابة حاجز ضد زيادات أكبر في درجات الحرارة.
في بعض أجزاء العالم، بدأت الأرض التي كانت تمتص الكربون سابقا في إعادة إطلاق الغاز مرة أخرى إلى الغلاف الجوي.

الميثان من مصادر حيوية المنشأ

يوضح العلماء أن الميثان هو ثاني أكبر غاز مساهم في تغير المناخ ويتكون من مزيج متنوع من المصادر والبالوعات المتداخلة، لذلك من الصعب تحديد الانبعاثات حسب نوع المصدر.
منذ عام 2007، يتزايد تركيز الميثان العالمي بمعدل متسارع. وكانت الزيادات السنوية في عامي 2020 و2021 هي الأكبر منذ بدء التسجيل المنهجي في عام 1983.
ومع ذلك، لا يزال العلماء لا يعرفون أسباب هذه الزيادة، ولكن تشير بعض الأبحاث إلى أن كمية كبيرة من هذا الميثان تأتي من "مصادر حيوية"، مثل الأراضي الرطبة وحقول الأرز.
من الاحتمالات الواردة في النشرة بشأن هذه الزيادة تسمى بـ "التغذية المرتدة للمناخ"، مما يعني أنه كلما ازدادت درجة الحرارة، تتحلل المواد العضوية بشكل أسرع في الأراضي الرطبة الاستوائية، مما يؤدي إلى زيادة الانبعاثات.

أكسيد النيتروز الناتج عن حرق الكتلة الحيوية والأسمدة

ينبعث أكسيد النيتروز في الغلاف الجوي من كل من المصادر الطبيعية (57 في المائة) والمصادر البشرية (حوالي 43 في المائة)، بما في ذلك المحيطات والتربة وحرق الكتلة الحيوية واستخدام الأسمدة والعمليات الصناعية المختلفة.
تؤكد المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن الزيادة من 2020 إلى 2021 كانت أعلى قليلا من تلك التي لوحظت في الفترة من 2019 إلى 2020، وأعلى من متوسط معدل النمو السنوي على مدى السنوات العشر الماضية.
تعمل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية حاليا مع شركائها لتطوير إطار لرصد غازات الاحتباس الحراري العالمي بطريقة مستدامة ومنسقة دوليا.