الجفاف في العراق يهدد الكويت بمزيد من العواصف الترابية

الجفاف في العراق يهدد الكويت بمزيد من العواصف الترابية

 26/11/2022

بغداد - الكويت : يعتبر العراق المصدر الرئيسي لأغلب العواصف الترابية التي تضرب الكويت بشكل مكثف وكبير خاصة في فصل الصيف، مما يؤدي لانتكاسات صحية وتعطيل كافة أشكال الحياة خلال العواصف وتراجع وتيرة المشاريع التنموية بدوره حذر نائب الممثلة الخاصة للأمين العام، المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في العراق، غلام إسحق زي، من موجات الجفاف الطويلة التي تضرب العراق وتتسبب في تدهور الأراضي، منوهاً إلى السبل التي يجب الإسراع في المباشرة بها، لتخفيف التداعيات، فيما كشف مرصد بيئي مختصّ عن هدر أغلب مياه الأمطار، وتحوّلها إلى مستنقعات، من دون الإفادة منها.

وقال في مقال نشره الموقع الرسمي للأمم المتحدة: «عندما سافرت إلى بغداد منذ شهر لتولي مهمتي في العراق للمساعدة في تنسيق دعمنا للحكومة والشعب الذين يحتاجون الدعم، كانت بلاد النهرين مختلفة تماماً عما رأيته منذ عقدين عندما عملت في العراق لأول مرة.
فالغبار يملأ الجو وتثيره الرياح الساخنة، وهناك مساحات شاسعة من الأراضي القاحلة تنتشر فيها أشجار النخيل العنيدة التي تكافح بصبر للصمود أمام عوامل الطبيعة. لم تكن تلك بلاد الرافدين التي وصفتها كتب التاريخ، أرض الحضارات. وعندما سألت العراقيين وغيرهم ممن أمضوا عدة سنوات هنا، قيل لي أن الأمر لم يكن هكذا من قبل. من الواضح أن تغير المناخ قد أثر سلباً على هذا البلد».

وأضاف: «زرت العديد من البلدان ورأيت العديد من المشاكل، لكن آثار تغير المناخ هنا هائلة. فهذه الأرض الجميلة والخصبة، المعروفة عبر التاريخ بالحضارات التي تنبت حول نهري دجلة والفرات العظيمين، تقف الآن على خط المواجهة أمام أزمة المناخ العالمية باعتبارها خامس أكثر البلدان ضعفاً في العالم».

وتابع: «كنت أود أن أكون أكثر إيجابية في أول كلمة لي للجمهور العراقي، ولكن من الصعب إخفاء الواقع. ولكن يجب أن أقول أننا لم نخسر كل شيء. فهناك أمل في تغيير مجرى الأمور، وعلى العراقيين أخذ زمام المبادرة».

وأشار إلى أن «مع انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة السابع والعشرين لتغير المناخ على قدم وساق في شرم الشيخ في مصر، من المهم النظر في القضايا والتحديات البيئية في العراق وما يجب القيام به حيالها. وسيستند مؤتمر كوب 27 على نتائج مؤتمر كوب 26 ويستجيب لحالة الطوارئ المناخية العالمية الحادة – من جهود التخفيف التي تمس الحاجة إليها من أجل خفض انبعاثات غازات الدفيئة، إلى بناء القدرة على الصمود والتكيف مع الآثار الحتمية لتغير المناخ. ويحتاج مؤتمر كوب 27 إلى الوفاء بالتزاماته بتمويل العمل المناخي في البلدان النامية، بما في ذلك العراق. ويعتبر مؤتمر كوب 27 فرصة مهمة لحكومات العالم للتمسك بالتزاماتها المناخية ومواصلة تطويرها (المساهمات المحددة وطنياً) مع نقل روح تغير المناخ والوعي به مرة أخرى إلى العراق».

وفي السياق نوه إلى أن «سبب المشكلات هو الظواهر الجوية المتطرفة والتغيرات في أنماط المناخ مثل موجات الحر، والأمطار الغزيرة، وارتفاع درجات الحرارة، وزيادة تقلب هطول الأمطار وعدم إمكانية التنبؤ به، والعواصف الرملية والترابية، وموجات الجفاف الطويلة، وتدهور الأراضي، والفيضانات، وندرة المياه».

ولفت إلى أن «في عام 2021، شهد العراق ثاني أكثر مواسمه جفافاً منذ 40 عاماً بسبب الانخفاض القياسي في هطول الأمطار، وعلى مدى السنوات الأربعين الماضية، انخفضت تدفقات المياه من نهري الفرات ودجلة، التي توفر ما يصل إلى 98 ٪ من المياه السطحية في العراق، بنسبة 30-40 ٪. كما تجف الأهوار التاريخية في الجنوب، وهي إحدى عجائب التراث الطبيعي. وتتصاعد درجات الحرارة في العراق، حيث سجلت أعلى درجة حرارة بلغت حوالي 54 درجة مئوية في البصرة. ويعني انخفاض منسوب مياه الأنهار أن مياه البحر تندفع داخل الأراضي الجنوبية، مع تهديد الملوحة للزراعة. إن سبل عيش مجتمعات بأكملها وحتى وجودها على المحك».