17/10/2022
البستنة تعتبر تمرينا رياضيا وهي طريقة مؤكدة لإطلاق هرمون السعادة.
لبستنة يمكن أن تساعد في تقليل الشعور بالوحدة، والذي يمكن أن يزيد من خطر الوفاة بنسبة 26 في المئة
لندن - تؤكد الدراسات العلمية أن الإنسان يشعر بهدوء وسكينة كبيرة عند التواجد في مناطق خضراء، حيث يمكن الشعور في هذه اللحظات بأن كل المشاكل قابلة للإدراة والحل بمجرد وضع الشخص يديه في التربة.
ووفقا لجمعية العقل الخيرية للصحة العقلية، يقول أكثر من 7 ملايين بريطاني إنه منذ الوباء استفادت صحتهم العقلية من ممارسة البستنة، بينما يقول ثلثاهم تقريبا إن البستنة والطبيعة تساعدان في خفض مستويات التوتر لديهم.
تقول سارة باورز مديرة المركز الإقليمي في برمنغهام، وهي مؤسسة خيرية تستخدم البستنة الاجتماعية والعلاجية لمساعدة المحتاجين “لقد تخطى تقدير الناس لأعمال البستنة والوصول إلى المساحات الخضراء… إن تأثير الاستثمار الشخصي في تنمية شيء ما هو أمر هائل، لديك شعور بالإنجاز، والمسؤولية، وفرحة مشاهدة بذرة تنبت”.
وبحسب الأخصائيين، هناك العديد من الفوائد الصحية الأخرى للبستنة.
تقول باورز إن حضور برنامج بستنة مجتمعي أو العمل على تخصيص أو مجرد الاهتمام بشيء ما في المنزل يمكن أن يمنح الفرد هذا الروتين الذي يحتاجه للاستيقاظ، في الصباح يمكن أن يكون قادرا على القول “سأحقق شيئا ما اليوم، هو سبب استمتاع الناس بالبستنة، وهذا سواء كان لديه مساحة خارجية أم لا”. وتضيف أن هذا الشعور بالإنجاز لا يزال موجودا حتى في الداخل.
وتدعم أبحاث “مايند” هذا الأمر، حيث أن 43 في المئة من الأشخاص عززت العناية بالنباتات المنزلية أو صناديق النوافذ صحتهم، وتوصي باورز بنباتات العنكبوت للزراعة في الأماكن المغلقة، وتقول إنه نبات سهل العناية به وينتشر ذاتيًا. وإذا كان الشخص يدعمه، فبعد فترة طويلة يمكنه البدء في الزراعة على نباتات العنكبوت الصغيرة ثم مشاركتها مع العائلة والأصدقاء. وتشير إلى أن البستنة يمكنها أيضا بناء الثقة واحترام الذات.
وتؤكد باورز أن التفاعل الاجتماعي مع الزملاء من الأشخاص ذوي الأصابع الخضراء هو أحد أفراح البستنة الرئيسية، خاصة إذا كان الشخص متطوعا في حديقة مجتمعية، مشيرة إلى أن مشاركة الخبرات مع الأشخاص ذوي التفكير المماثل وامتلاك هذا الإحساس بشيء مشترك يحسنان الرفاهية والثقة.
وبحسب باورز يمكن أن تساعد البستنة في تقليل الشعور بالوحدة، والذي يمكن أن يزيد من خطر الوفاة بنسبة 26 في المئة ويرتبط بحالات تشمل أمراض القلب والسمنة والاكتئاب ومرض الزهايمر.
وتتمتع الطبيعة بالقدرة على جعل اهتمامات الفرد تتلاشى، وهناك سبب علمي وراء ذلك. فقد وجد الباحثون أنه حتى النظر إلى صور النباتات يمكن أن يساعد على الشعور بتحسن على المستوى النفسي. وتشير باورز إلى أن البيوفيليا هي المكان الذي يمكن أن يساعد فيه الاتصال بالطبيعة على استعادة الوضوح والتعاطف والأمل والهدوء وتقدير الحياة.
لذا، إذا كان الشخص عالقا في مكان مغلق أو متأخرا في العمل، تنصحه باورز بإخراج صورة لشجرة للحصول على نتيجة سريعة تشعره بالرضا.
وتعتبر البستنة تمرينا رياضيا، وهي طريقة مؤكدة لإطلاق الإندورفين (هرمون السعادة) ويحاول الأطباء بشكل متزايد الاستفادة من الفوائد المعززة للمزاج في الهواء الطلق من خلال الوصفات الاجتماعية الخضراء.
وتقول باورز إن جز العشب ونقل الأواني، ونثر السماد، هي حركات رياضية تساهم في حركة جيدة للجسم مشيرة إلى أنه حتى البستنة الخفيفة على سطح الطاولة (بذر البذور، والري، وحصاد البذور) أثناء الجلوس ستساعد في الحفاظ على نشاط مجموعات عضلات الجزء العلوي من الجسم. وبفضل كل هذا الهواء النقي والتمارين اللطيفة، من المحتمل أن ينام الفرد بشكل أفضل أيضًا.
كما يمكن لبعض الأنشطة الصغيرة والمفصلة، مثل التقاط بذرة صغيرة، أن تساعد في إعادة تطوير مهارات البراعة اليدوية، وتقوية اليدين والأصابع، فضلا عن تحسين التنسيق بين اليد والعين.
ويشير الخبراء إلى أن تناول المنتجات المزروعة في المنزل، يساهم في زيادة تناول الفيتامينات والألياف وستكون ألذ من البدائل المغلفة بالبلاستيك من السوبر ماركت.