أنف ذكي يشتم الروائح والمخاطر

أنف ذكي يشتم الروائح والمخاطر

 29/05/2022

جهاز ذكي يقيس معدل تركيز غاز ثاني أوكسيد الكربون في الجو للتفرقة بين المواد في الهواء المحيط.

كييل – ألمانيا : صمم عالم ألماني برنامجا للذكاء الاصطناعي، على شكل أنف بلاستيكي عملاق، يكشف عن ابتسامة واسعة عندما ينجح في التعرف على نوع الرائحة المعروضة عليه.

ووضع الباحث هورست هلبروك الأنف الذكي، أمام كأس من الويسكي الأيرلندي لاستعراض مهاراته، وبعد ثوان أضاء وجه أخضر مبتسم شاشة صغيرة على ظهر الأنف، وتمكن برنامج الكمبيوتر الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي من التعرف على رائحة الويسكي، قائلا إنه متأكد بنسبة 99 في المئة مما يحتويه الكأس.

ويقول هلبروك “لم نتوصل بعد إلى دقة حاسة الشم التي يتمتع بها الكلب”.

كما يستطيع الجهاز الذكي الصغير أن يشم رائحة الخطر أيضا، بفضل أربعة من قرون الاستشعار القادرة على قياس معدل تركيز غاز ثاني أوكسيد الكربون في الجو، للتفرقة بين المواد في الهواء المحيط.

ويوضح هلبروك قائلا، “إننا نريد استخدام هذا الجهاز لنبين أنه يمكن تطبيق الذكاء الاصطناعي في العديد من الاستخدامات، ولم يعد لديك حاجة إلى جهاز كمبيوتر مركزي لتحقيق هذا الغرض”.

وإذا تساءل أحد عن الأغراض المفيدة بدرجة أكبر، ويمكن أن يحققها هذا الاختراع، يرد هلبروك قائلا إنه يمكن أن يحذر الناس في حالة وصول المواد الخطرة إلى معدلات عالية للغاية في أحد المصانع على سبيل المثال، وذلك حتى لا تتسبب في حدوث مشكلات صحية للعمال.

وتمكن برنامج بالكمبيوتر من تعليم نفسه الشم في غضون دقائق، وبناء شبكة عصبية تشبه دوائر الشم، التي تستخدمها أمخاخ الحيوانات للتعرف على الروائح.

ويجري الباحثون بجامعة لوبرو البريطانية دراسات منذ فترة على استخدام قدرة الذكاء الاصطناعي على الشم كأداة لتشخيص الأمراض.

وكتب أندريا سولتوجيو كبير المحاضرين بجامعة لوبرو في تدوينة له “قام زملائي بمشاركة منّي بتطوير نظام للذكاء الاصطناعي، يمكنه أن يشم زفير الإنسان، ويتعلم كيفية التعرف على مجموعة من المواد التي تكشف عن وجود أمراض، وهي مواد يمكن أن نطلقها مع هواء الزفير”.

ويقول هلبروك إنه بينما قد لا يرغب بعض الأطباء، في أن تتدخل الآلات في مجالات خبراتهم، فهناك آخرون أكثر انفتاحا يريدون الحصول على الدعم في مهامهم الروتينية.

ويقول خبير ألماني في التأمين الصحي “الذكاء الاصطناعي يمكن أن يقدم المساعدة في مجال الطب”، ويضيف أن الاختبارات العملية تبين ما إذا كانت التكنولوجيا قادرة، على دعم قدرة الأطباء على تشخيص الأمراض وعلاجها.

ويوضح أنه يتعين على الذكاء الاصطناعي أن يسهّل المهام اليومية للأطباء، ويتيح فوائد إضافية للمرضى، برغم أنه من المرجح أن تستخدم هذه التقنية كأسلوب معاون على أن تكون العلاقة بين الطبيب والمريض محورية في العملية العلاجية حتى في العصر الرقمي.

ويصف هلبروك نفسه بأنه “مهندس يريد تحسين حياة الناس، ويريد أن يكون في إمكانه أن يجعل تشخيص الأمراض يتم بصورة أفضل”.

ولا يلقى استخدام الذكاء الاصطناعي ترحيبا من الجميع، ويتفهم الكثير من العلماء موقف الأشخاص الذين يخشون من أن تذهب بهم استخداماته إلى آفاق مجهولة.

وفي هذا الصدد يرى هلبروك أنه “يجب على العلماء أن يشرحوا طبيعة هذه الاستخدامات”.

ويشير إلى أن الناس يعيشون بالفعل في جوّ محاط بتطبيقات الذكاء الاصطناعي، اعتبارا من برامج معالجة الصور إلى برامج تسهيل الاتصالات الهاتفية وما يعرف باسم الخطوط الساخنة، ويقول إنه “بعد عقد من الآن لا يمكننا تخيل الحياة دون هذه التطبيقات”.

ويضيف هلبروك إن “الناس لا يدركون في الغالب أنهم يتعاملون مع الذكاء الاصطناعي، وعندما تشعر بالفائدة، ستتخلى عن خوفك منه”.