21/01/2023
ما حجم الجرعات الاشعاعية التي تعرض لها المشجعين والمشاركين في البطولة؟
الكويتيون ارتادوا البصرة الملوثة إشعاعيا خلال حضورهم المباريات
العواصف الترابية نقلت الملوثات المشعة لأهالي البصرة
صفوان الملاصقة للحدود الكويتية تعرضت لمستويات عالية من الإشعاع
البصرة : تخشى تقارير المفوضية العليا لحقوق الإنسان في البصرة، من ارتفاع أعداد المصابين بالسرطان إلى 3 آلاف حالة بحلول عام 2025، في ظل تسجيل 800 حالة، في الوقت الحالي، حصة الأطفال منها ليست قليلة، أغلبها في المناطق العشوائية الملاصقة للمواقع التي تتكدس بها المخلفات الحربية والنفايات المشعة غربي المحافظة.
الأرقام السابقة وصلت لها لجنة الصحة والرصد بمكتب المفوضية والتي تمتلك فرقا جوالة في كافة المدن لرصد الحالات المصابة بالسرطان التي تعالج بالمشافي الحكومية والخاصة، والحالات التي تعالج خارج المدينة، بحسب المفوضية.
ويتفاقم عدد الإصابات بالسرطان في عموم محافظات العراق، إذ ارتفعت من 5720 إصابة بمعدل 31.5% لكل 100 ألف نسمة في عام 1991، لتصل إلى 25556 إصابة بمعدل 67.4% في عام 2016، وفق تقرير دائرة البحوث بمجلس النواب العراقي الذي أعده الباحث بالمجلس، أصيل سلمان في فبراير 2019، بعنوان "نسبة الإصابة بالسرطان في العراق".
المواقع المشعة في البصرة
تتكون نفايات المواد الخطرة والمشعة من مخلفات معمل الحديد والصلب في البصرة، وبقايا الدبابات والأسلحة والمعامل التي ظلت مدمرة في مسارح العمليات العسكرية خلال الحرب العراقية الإيرانية وتعرضت للقصف الأميركي في حرب الخليج الثانية 1991 واحتلال العراق عام 2003، فضلاً عن بقايا الصواريخ التي أطلقتها القوات الأميركية على مجموعة من الأهداف العسكرية والمدنية.
وأطلقت القوات الأميركية في حرب الخليج الأولى أكثر من مليون قذيفة على مناطق غرب البصرة، يتراوح وزنها بين 320 و500 طن من اليورانيوم المنضب، حسب دراسة "تقدير مخاطر استخدام أسلحة اليورانيوم المنضب في العراق" التي أعدتها د.سعاد ناجي العزاوي، الحاصلة على دكتوراه في الهندسة الجيولوجية البيئية من جامعة كولورادو في اختصاص نمذجة انتقال الملوثات من مواقع النفايات الخطرة.
وتشير التقارير إلى إستخدام القوات في حرب الخليج الثانية أكثر من 900 طن من الصواريخ المنضبة باليورانيوم، حصة البصرة منها قرابة 200 طن، ما أدى إلى تكدس المخلفات الحربية في مناطق البصرة ، حيث يوجد 26 موقعاً ملوثاً في مناطق "الدرهمية، الهوير، الرميلة، أبي الخصيب، البرجسية، القرنة، جبل سنام، والفاو" جنوب غرب البصرة وشمالها.
تراكيز عالية من أكاسيد اليورانيوم
وتربط دراسة د. العزاوي بين المخلفات الحربية المشعة وبين تفاقم حالات السرطان، حيث تعرض سكان البصرة لجرعات إشعاعية عالية تصل قيمتها إلى نحو 200 مرة أعلى من الجرعة الإشعاعية السنوية التي يتلقاها أي شخص من مكان طبيعي في معظم أنحاء العالم، والتي لا تتجاوز 2.4 ملّي سيفَرت Sv (وهي وحدة لقياس جرعة الإشعاع المكافئة)، مؤكدة أن الجرعة الفعالة التي تعرض لها السكان في قضاء الزبير وغرب البصرة تصل إلى 267.6 ملّي سيفَرت، و167 ملّي سيفَرت تعرّض لها سكان مدينة صفوان المحاذية للكويت، نتيجة اليورانيوم المنضب.
وأجريت دراسة العزاوي عام 2020، على منطقة مكتظة بالسكان تبلغ مساحتها 1200 كيلومتر مربع، شملت مدن صفوان والزبير غرب البصرة والتي تعرضت لجرعات إشعاعية عالية بسبب تلوث اليورانيوم المنضب، وكشفت النتائج أن إجمالي حالات الإصابة بالأمراض السرطانية المميتة وغير المميتة (سرطان الثدي والرئة والجهاز الهضمي) وسرطان الدم (اللوكيميا) المتوقعة في مدينة صفوان بحدود 1930 حالة وتمثل ما نسبته 7.2% من مجموع السكان، وبحدود 9141 حالة في مدينة الزبير، تمثل ما نسبته 4.5% من مجموع السكان، وبحدود 4475 حالة إصابة في غرب مدنية البصرة، تمثل ما نسبته 4.5% من مجموع السكان.
وتعتمد درجة الخطورة الصحية الناتجة عن التعرض الإشعاعي على شدة وزمن التعرض والمسافة، بالإضافة إلى صحة ومناعة الأشخاص الذين يتعرضون للمخلفات المشعة، حسب الدراسة التي تشير إلى أن سكان البصرة تعرضوا لتراكيز عالية من أكاسيد اليورانيوم استخدمت أثناء القصف الجوي والبري، ونتيجة هبوب العواصف الترابية المحملة برماد تلك العناصر، استنشقها السكان بدرجات متفاوتة واستقرت في أجسادهم، مؤكدة أن سكان البصرة يتعرضون دوماً لجرع إشعاعية إضافية مع كل عاصفة ترابية تنقل مزيداً من هذه الملوثات من الدبابات وناقلات الجنود بعد تعرضها للقصف بالقذائف المشعة.