احتفالات العام الجديد لوثت الهواء وأفزعت الطيور

احتفالات العام الجديد لوثت الهواء وأفزعت الطيور

 03/01/2023

الطيور هجرت موائلها بسبب أصوات الألعاب النارية
أسراب الطيور طارت مبتعده تحت البرد الشديد أكثر من 500 كم
ارتفاع معدل ضربات قلوب الطيور من شدة الفزع إلى 124 ضرب في الدقيقة

لندن : رغم ما تتسبب به الألعاب النارية من تلويث خطير للهواء والتسبب بنفايات شديدة الخطورة يصعب معالجتها إلا أن كثير من دول العالم تصر سنويا على القيام بإحتفالات ضخمة تستخدم فيها أطنان من المفرقعات شديدة الخطورة لإطلاق الألعاب النارية، هذا وحذرت دراسة حديثة صادرة عن جامعة أنجليا روسيكن البريطانية من خطورة استخدام الألعاب النارية في الأماكن التي تتواجد فيها الطيور لخطورة ذلك على صحتها وسلوكها لما لذك من محاذير جانبية قاسية على الطيور التي تعيش توترا بالغا وتضطر للهجرة القسرية.

تعدّ الطيور من أكثر الكائنات التي تتضرّر من احتفالات الألعاب النارية، إذ ذكرت دراسة منشورة في مجلة Conservation Physiology  أن ضربات قلوب الإوز ترتفع بنسبة 96 بالمئة، وتحديدا من 63 إلى 124 دقة في الدقيقة، كما ترتفع حرارة أجسامها بـ3 في المئة من 38 درجة إلى 39 درجة، وذلك خلال الساعة الأولى من العام الجديد، ما يبيّن وقوع ضغوط كبيرة غير مسبوقة على هذه الكائنات.

الدراسة أشرفت عليها الدكتورة كلاوديا واشر من جامعة أنجليا روسكين ARU البريطانية، واعتمدت على عينة من 20 من الإوز الرمادي، كانت في وادي بالنمسا، خلال فترة الاحتفالات برأس العام 2022، وتمت مقارنة النتائج بالحالة النفسية للإوز ذاته في أشهر أخرى، ونُشرت النتائج في نوفمبر/تشرين الثاني 2022.

ورغم انتهاء الاحتفالات، فإن ضربات قلوب الإوز بقيت في غير المعدل الطبيعي لمدة خمس ساعات، وتعدّ هذه واحدة من الدراسات القليلة التي اهتمت بحياة الطيور خلال فترة احتفالات السنة.

كما بيّنت دراسة أخرى لباحثين من ألمانيا والدنمارك وهولندا، استعانت بـGPS لتحديد مكان الطيور، أن الإوز المهاجر غادر بشكل مفاجئ أماكن سباته خلال ساعات الاحتفال بالعام الجديد، وانتقل إلى أماكن أخرى بعيدة تماما عن تجمع البشر.

وأوضحت هذه الدراسة التي أشرف عليها باحثون من المعهد الألماني ماكس بلانك المهتم بسلوكيات الحيوانات والمعهد الهولندي للإيكولوجيا أن الإوز طار في أسراب لمدة تزيد عن 500 كيلومتر ودون توقف، عكس ما عليه الحال في الأيام التي لا تشهد احتفالات، ولم تعد هذه الطيور لمكانها حتى بعد انتهاء الاحتفالات، وهاجرته بشكل نهائي.

وأشار الباحثون في هذه الدراسة إلى أن نسبة ولو قليلة من المفرقعات قد تغيّر سلوك الإوز بشكل قد يهدد حياة هذه الكائنات، خصوصا عندما تجبر على الهجرة في فصل الشتاء الذي يشهد انخفاضا كبيرا في درجات الحرارة. وأوصى الباحثون بمنع هذه الاحتفالات في المناطق القريبة من الحدائق العامة التي تعيش فيها الطيور.